Header Ads

دقة أجهزة الجي بي اس المحمولة يدويا


دقة الاحداثيات (تحديد الموقع) التي يمكن الحصول عليها باستخدام أجهزة الجي بي اس تعتمد أساسا علي الوقت المطلوب فيه حساب هذه الاحداثيات. أي هل نريد الحصول علي الاحداثيات انيا وفي نفس وقت الرصد في الطبيعة أم يمكن تأجيل حساب هذه الاحداثيات لحين العودة من الميدان الي المكتب واستخدام برامج الحاسب الالي المتخصصة في أعمال الحساب. وهنا لا يوجد فرق كبير بين استخدام الاجهزة المحمولة يدويا أو استخدام الاجهزة الهندسية حيث أن دقة الاحداثيات المستنتجة تعتمد بصفة أساسية علي دقة الاشارات المرسلة من الاقمار الصناعية. 
عند بدء العمل بتقنية الجي بي اس رأت الحكومة الامريكية أن تعمل علي عدم استفادة الدول الاخري من الدقة العالية التي يمكن لنظام الجي بي اس توفيرها في تحديد المواقع ، وخاصة في حالة الحصول علي الاحداثيات انيا في نفس لحظة الرصد. وكان المنطق الامريكي وراء ذلك أن التطبيقات العسكرية فقط هي التي ستستفيد من هذه المميزات بينما يمكن للمستخدمين المدنيين الانتظار لحين الانتهاء من عملية الرصد الحقلي ثم تحميل البيانات علي أجهزة الحاسب الالي واستخدام الطرق والمعادلات الرياضية للحصول علي دقة عالية في حساب احداثيات النقاط التي تم رصدها. وبناء علي هذا المنطق تم تحميل خطأ متعمد داخل الاشارات المرسلة من الاقمار الصناعية وهذا الخطأ عشوائي ومتغير باستمرار في كل لحظة بحيث تكون الدقة التي يمكن حساب الاحداثيات من التعامل مع هذه الاشارات في حدود ± 100 متر في المستوي الافقي. أي أن الاحداثيات الافقية (خط الطول و دائرة العرض) لنقطة الرصد التي يقف بها الجهاز تكون في نطاق دائرة نصف قطرها يتراوح من صفر الي 100 متر من الموقع الحقيقي المضبوط لهذه النقطة. ويطلق علي هذا الخطأ المتعمد اسم Selective Availability أو اختصارا اسم SA واستمرت هذه الاستراتيجية الامريكية منذ بداية الثمانينات الي عام 2000 م 
في 1 مايو من عام 2000 قامت الحكومة الامريكية بايقاف العمل بخطأ الاتاحية المنتقاه لجميع الاقمار الصناعية في نظام الجي بي اس. وحددت الحكومة الامريكية الدقة المتوقعة لنظام الجي بي اس - بعد ذلك التاريخ – لتكون ± 22 متر. أي أن الاحداثيات الافقية (خط الطول و دائرة العرض) لنقطة الرصد التي يقف بها الجهاز تكون في نطاق دائرة نصف قطرها يتراوح من صفر الي 22 متر من الموقع الحقيقي المضبوط لهذه النقطة. 
هنا يجب التأكيد علي أن حتي بعد ازالة هذا الخطأ- والذي كان أكبر مصادر الاخطاء المؤثرة علي الاشارات المرسلة من الاقمار الصناعية - الا أنه مازالت توجد عدة أخطاء طبيعية تؤثر علي هذه الاشارات وبالتالي لها تأثير علي دقة تحديد الاحداثيات أو المواقع. فمثلا توجد أخطاء أو تأثيرات جوية طوال زمن رحلة الاشارة المرسلة من القمر الصناعي وحتي وصولها الي جهاز الاستقبال علي سطح الارض حيث تمر هذه الاشارة في طبقات متعددة من الغلاف الجوي للارض والتي بدورها تؤثر في مسار و سرعة الاشارة ومنها الاخطاء الناتجة عن طبقة الايونيسفير و طبقة التروبوسفير من طبقات الغلاف الجوي  Ionospheric and Tropospheric effects